قصة بليع الأرض خبيب بن عدي
نتناول اليوم قراء موقع فيرال الثقافي قصة الصحابي الذي لقب بـ ( بليع الأرض ) وهو أحد الأنصار الذين أسلموا مع رسول الله صلوات الله عليه وسلم كثيراً ، وكان من أشد المؤمنين به وكثير العبادة وعرف بالشجاعة وكثرة العبادة لله ، وكان من أوائل المشاركين في غزوة أحد وله دوراً كبيراً فيها حيث تمكن من قتل عدد كبير من الأعداء ، فمن هو هذا الصحابي الجليل ؟ هل عرفته ؟ دعونا نتعرف على بليع الأرض
من هو الصحابي الذي ابتلعته الأرض لتحميه من تمثيل الكفار
إنه الصحابي الجليل خبيب بن عدي رضي الله عنه .
ففي أحد الأيام جاء إلي النبي صلّ الله عليه وسلم وفد من قبيلة هذيل التي كانت تسكن بين مكة والمدينة ، يبايعونه علي الإسلام ويطلبون منه أن يرسل معهم بعض المسلمين ليعلموهم الدين ويحفظوهم القرآن الكريم ، فأرسل النبي صلّ الله عليه وسلم معهم عددًا من المسلمين ؛ ليقوموا بهذه المهمة الجليلة.
وكان بينهم عاصم بن ثابت وعبدالله بن طارق وزيد بن الثنة وخبيب بن عدي ، فساروا معهم متجهين إلى ديار قبيلة هذيل ، وبينما هم في الطريق هاجمهم جماعه من المشركين وغدر وفد بني هذيل بالمسلمين ، ورغم قلة عدد هؤلاء المؤمنين إلا أنهم قاتلوا بإيمان وشجاعة حتى استشهد ثلاثة من المسلمين ، منهم عاصم بن ثابت وبقى ثلاثة من المسلمين أحياء.
فطلب منهم المشركين أن يستسلموا وعاهدوهم ألا يمسوهم بأذى ، فصدقهم المسلمون واستسلموا لهم ، ولكن المشركين غدروا بهم واخلفوا وعدهم وأسروا المسلمين وربطوهم بالحبال وساروا بهم إلى مكة ، وسار المسلمون الثلاثة عبد الله وزيد وخبيب وهم مقيدون بالأغلال.
واستطاع عبدالله أن ينتزع يده من الأغلال ، ثم اخذ سيفه وأحس به المشركون فتراجعوا عنه وراحوا يرمونه بالحجارة حتى قتلوه ، ووصل المشركون الخائنون ومعهم خبيب وزيد إلى مكة ، فباعوا زيد لرجل من المشركين ليقتله انتقامًا وثأرًا لبعض قتلي المشركين في غزوة أحد ، ثم باعوا خبيبًا لمشرك أخر فأخذه وحبسه حتي يقتله.
وأخبر المشركين الظالمون خبيبًا أنهم سوف يقتلونه ، وسوف يصلبونه ولكن خبيبًا لم يرهبه الموقف ، ولم يجبن ولم تضعف عزيمته وإنما راح يصلي ويقرأ القرآن ، وظل في حبسه لا يكف عن ذكر الله والدعاء والتضرع إليه.
وكان الله تعالي يرزق خبيبًا في سجنه من الثمرات التي لم تكن موجودة في مكة ، وكان المشركون يتعجبون من أمره ، ولكنهم ظلوا يعذبونه ويسعدون لقتله حتى حان الموعد الذي حدده المشركون لقتل خبيب ، فأخرجوه من سجنه ليقتلوه فقال لهم قبل أن يصعدوا به لقتله ، دعوني حتى أصلي ركعتين.
فتركوه فصلي ركعتين طويلتين وبعد أن انتهي من صلاته ، التفت إليهم وقال لهم: والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت خوفًا من القتل لاستكثرت من الصلاة ، وأخذوا خبيبًا وقيدوه وصلبوه علي ألواح من الخشب ، وأراد هؤلاء المشركين أن يساوموا خبيبًا ، وأن يجعلوه يترك دينه قبل أن يقتلوه فقالوا له : أتحب أن يكون محمدًا مكانك ؟
قال خبيب لا والله ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه ، فأخذوا يسخرون منه ويضحكون ، وتقدم رجل من المشركين وهو يمسك بحربته ، فطعن خبيبًا طعنة قوية وخبيب يردد : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأخذ الرجل يطعنه طعنات متكررة في حقد ووحشية حتى تمزق جسد خبيب.
وعلم الرسول صلّ الله علية وسلم بموت خبيب فأرسل رجلًا من المسلمين ؛ لينزل جثمان خبيب ثم يدفنه ، وتسلل الرجل في الظلام ثم فك قيود خبيب الشهيد المصلوب ، فسقطت الجثة علي الأرض ، وحينما نزل الرجل ليدفن الجثة تملكته الحيرة والدهشة ، فقد كانت هناك مفاجأة عجيبة !! ، لقد اختفت الجثة ! ، ولم يستطيع العثور عليها أبدًا !
فقد ابتلعت الأرض الجثة واختفت إلي الأبد ، وتناقل المسلمون تلك القصة العجيبة وأطلقوا علي خبيب بليع الأرض بعد أن ابتلعته بأمر من الله عزوجل ، لقد استشهد خبيب البطل بعد أن ضرب أروع الأمثلة في البطولة والفداء ، ولم يخضع لكفار قريش الظالمين .