من هو فيلسوف العرب
خصصنا لكم هذه المقالة للإجابة على السؤال المطروح (من هو فيلسوف العرب؟ ) ، فأهلا وسهلا بكافة الزوار الكرام والمتابعين لنا عبر موقع فيرال، ونحرص دائماً الى تقديم محتوى هادف ومفيد للقراء ، ومنذ نشأة الإسلام وحتى يومنا هذا ، لعبت الحضارة العربية الإسلامية وستستمر في لعب دور مهم في الحضارة الإنسانية (باستثناء القرون التي تلت سقوط الأندلس واستعمار الدول العربية من قبل الدول الغربية). قدمت الحضارة العربية الإسلامية ابتكارات لحضارات أخرى في مختلف مجالات العلم والثقافة والفلسفة ومختلف مجالات المعرفة ، كما تعلمت من الحضارات الأخرى ما يناسبها سواء كانت سابقة أو معاصرة.
فأول ثمرة من ثمار انتقال الفلسفة وعلوم الأوائل اليونانية إلى العالم العربي هي: أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي الملقب ب(فيلسوف العرب)، وهو لقب قديم ذكره ابن النديم في مؤلفه (الفهرست) عام 377ه – 987م ، كما ويلذ لأصحاب السير أن يذكروا نسبه الطويل حتى يصل إلى يعرب بن قحطان. وربما كان ذلك ليؤكدوا أنه من أصل عربي صريح لا شك فيه. وكان أبوه أميراً على الكوفة ولاه عليها الخليفة المهدي (خلافته: 158 – 169ه) ثم هارون الرشيد (170 – 193ه). ولا نعرف تاريخ ميلاده، ولا تاريخ وفاته على وجه التحديد. وكان أرجح الآراء في سنة وفاته هو 260ه. وقد حظي الكندي بالشهرة في عهد خلافة المأمون (198 – 218ه، 813 – 833م).
من أول من لقب بفيلسوف العرب
الإجابة : أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي
وفي حقبة الكندي عدداً هائلاً من الرسائل في مختلف علوم الأوائل: الفلسفة، علم النفس، الطب، الهندسة، الفلك، الموسيقى، التنجيم، الجدل الديني، السياسة. وقد ثبت بالأدلة القاطعة أن الكندي لم يكن يعرف اليونانية، وإنما كان يعتمد على الترجمات التي تمت من السريانية أو اليونانية إلى العربية.. وقد تبين أن معرفة الكندي بالفلسفة اليونانية اقتصرت على أرسطو (384 – 322ق. م)، وألمت إلماماً ضئيلاً بفلسفة أفلاطون (428 – 348 – 347ق. م)، وشملت فلسفة أفلوطين (مولود سنة 204 أو 205 بعد الميلاد)، لكن بوصفها فلسفة لأرسطو. ولهذا – كما يقول بدوي – فالكندي متأثر بأرسطو دون غيره من الفلاسفة اليونانيين كل التأثير. ولقد عرف الكندي الفلسفة في ستة تعريفات هي: الفلسفة هي حب الحكمة، إن الفلسفة هي التشبه بأفعال الله تعالى بقدر طاقة الإنسان – أراد أن يكون الإنسان كامل الفضيلة -، الفلسفة هي (العناية بالموت – والموت عند الفلاسفة موتان: طبيعي، وهو ترك النفس استعمال البدن، والثاني: إماتة الشهوات – وهذا هو الموت الذي قصدوا إليه؛ لأن إماتة الشهوات هي السبيل إلى الفضيلة، وتعريف الفلسفة من جهة العلة: صناعة الصناعات وحكمة الحكم، الفلسفة معرفة الإنسان نفسه، الفلسفة علم الأشياء الأبدية الكلية. وقد أورد الكندي هذه التعريفات الستة دون أن يرجح أحدها كما يقول بدوي. ما يهمنا هنا هو أن يتبين القارئ أن عقل الإنسان العربي لا يختلف عن عقول الناس الآخرين بشرط أن تتاح له الظروف الفكرية المناسبة؛ فهذا هو الكندي أول فيلسوف عربي شارك في إبداعاته الفكرية والفلسفية مع أفكار وفلسفات حضارات سابقة لعصره بعدة قرون، وأفكاره وفلسفته وعلومه لا تزال مداراً للبحث والتمحيص في عصرنا الراهن.