الديوان الذي يعنى بتسجيل أسماء الجنود وتحديد مخصصاتهم المالية من بيت المال ؟
الاجابة الصحيحة : ديوان الجند
تأسس ديوان الجند في المدينة، أسسه عمر بن الخطاب ودون فيه أسماء الرجال وفرض أعطياتهم، ولم يكن هذا الديوان يومئذ يعرف بديوان الجند، لكنه كان يسمى «الديوان» فقط، وكان يشمل أسماء المسلمين من المهاجرين والأنصار ومن تابعهم، ومقدار أعطياتهم تبعًا للنسب النبوي والسابقة في الإسلام، وكان لكل مسلم راتب يتناوله لنفسه، ورواتب لأهله وأولاده، فكأنه ديوان المسلمين، باعتبار أن المسلمين كانوا كلهم جندًا في ذلك الحين، وظل العطاء باعتبار النسب والسابقة، حتى انقرض أهل السوابق، وصار الجند فئة من المسلمين قائمة بنفسها، فترتب الجند باعتبار الشجاعة والبلاء في الحرب.
وكان عندهم لاختيار الجند من بين الناس شروط، منها أن من أراد الانتظام في الجندية يقدم طلبًا إلى صاحب ديوان الجند، وهو ينظر في أهليته لها، ولا يكون أهلًا لذلك إلا إذا كان حرًّا، بالغًا، مسلمًا، سليمًا، مقدامًا، فإذا استوفى هذه الشروط قبل، ودون اسمه في دفاتر الجيش، مع نسبه وقده ولونه وملامحه وسائر ما يتميز به على غيره، لئلا تتفق الأسماء.
أما ترتيب الجنود في الديوان، فظلوا يراعون فيه ما وضعه عمر من السابقة والنسب، فيترتب الجند أولًا باعتبار القبائل والأجناس، حتى تتميز كل قبيلة من غيرها، وكل جنس من غيره، فلا يخلو الجند من أن يكونوا عربًا أو عجمًا، فإن كانوا عربًا تترتب قبائلهم على حسب القربى من النبي، فيبدأ بالترتيب بأصل النسب النبوي، ثم بما يتفرع عنه، فالعرب مثلًا عدنان وقحطان، فيقدمون عدنان على قحطان، لأن النبوة فيهم، وعدنان يجمع ربيعة ومضر، فتقدم مضر على ربيعة، لأن النبوة فيهم، ومضر تجمع قريشًا وغير قريش، فتقدم قريش، لأن النبوة فيهم، وقريش تجمع بني هاشم وبني أمية وغيرهم، فيقدم بنو هاشم لأن النبوة فيهم، فكان بنو هاشم قطب الترتيب، ثم من يليهم من أقرب الأنساب كما تقدم، وإن كانوا عجمًا لا يجتمعون على نسب، فكانوا يجمعونهم على الجنس، كالترك والهند، أو على البلد كالخراسانيين والفراغنة والمغاربة، ثم إذا كان لهؤلاء الأعاجم سابقة، ترتبوا عليها في الديوان، وإلا فيترتبون بالقرب من ولي الأمر، فإن تساووا في ذلك، ترتبوا بالسبق إلى طاعته، وكان لديوان الجند فروع، بعضها للمراسلة وبعضها للعطاء وبعضها للنفقات، أو لغير ذلك مما يختلف باختلاف الأحوال والأزمان.