المحتويات
أسباب بناء مدينة القيروان
تأخّر الفتح الإسلامي للمغرب لبُعده عن دار الخلافة وانشغال المسلمين بالفتن نهاية عهد الخلافة الراشدة، وعلى طول هذه السنين شهدت مناطق المغرب العديد من الحملات التي انطلقت من مصر وبرقة؛ حيث خاضت جيوش المسلمين معارك عديدة ضد جيوش الرومان، أما أهل القبائل من بربر وأمازيغ، فتارة كانوا يقاتلون، وتارة يعاهدون على دخول الإسلام، فإذا انكفأت جيوش المسلمين إلى برقة أو مصر نقضوا العهود إلا قليلًا، ذلك أنّ المسلمين لم يثبّتوا في المغرب مركزًا يتابع دعوة القبائل للإسلام ويعلمهم تعاليمه، والقبائل حديثو عهدٍ بهذا الدين، وهذا ما أدرك خطره القائد عقبة بن نافع، فبنى مدينة القيروان أولى مراكزالمسلمين في المغرب، وتاليًا حديث مفصّل عن أسباب بناء مدينة القيروان.
عللي انشاء مدينه القيروان ؟
يعود تاريخ القيروان إلى عام 50 هـ / 670 م، عندما قام بإنشائها عقبة بن نافع. وكان هدفه من هذا البناء أن يستقر به المسلمون، إذ كان يخشى إن رجع المسلمون عن أهل إفريقيا أن يعودوا إلى دينهم. ويعتبر القيروان من أقدم وأهم المدن الإسلامية، بل هى المدينة الإسلامية الأولى فى منطقة المغرب ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية فى المغرب العربى، فلقد كانت مدينة القيروان تلعب دورين هامين فى آن واحد، هما: الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والتوسعات، كان الفقهاء يخرجون منها لينتشروا بين البلاد يعلِّمون العربية وينشرون الإسلام. فهى بذلك تحمل فى كلّ شبر من أرضها عطر مجد شامخ وإرثا عريقا يؤكده تاريخها الزّاهر ومعالمها الباقية التى تمثل مراحل هامة من التاريخ العربى الإسلامى. لقد بقيت القيروان حوالى أربعة قرون عاصمة الإسلام الأولى لإفريقيا والأندلس ومركزا حربيّا للجيوش الإسلامية ونقطة ارتكاز رئيسية لإشاعة اللغة العربية. وعندما تذكر القيروان يذكر القائد العربى الكبير عقبة بن نافع وقولته المشهورة: «اللهم اشهد أنى بلغت المجهود ولولا هذا البحر لمضيت فى البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد من دونك».