المحتويات
استخرج من قصة اصحاب الغار ثمار تحقيق العفة؟
تعتبر قصة أصحاب الغار هي أحد الأدبيات الاسلامية، تروي أحداث ثلاثة رجال أووا للمبيت في غار، فلما دخلوه، انحدرت عليهم صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، فدعوا الله بصالح أعمالهم فانفرجت الصخرة، وخرجوا من الغار.
يعد الحديث الذي حكي هذه القصة مصدرا مهما من مصادر الاستدلال لدي السلف حول مشروعية التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة.
قصة اصحاب الغار :
روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في صحيح البخاري وصحيح مسلم واللفظ للبخاري:
|
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينما ثلاثة نفر يمشون، أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم.قال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صِبية صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني، وإني استأخرت ذات يوم فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما وأكره أن أسقي الصبية، والصبية يتضاغون عند قدمي حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلته ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله فرأوا السماء.
وقال الآخر اللهم إنها كانت لي بنت عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت منها فأبت علي حتى أتيتها بمائة دينار فبغيت حتى جمعتها فلما وقعت بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت، فإن كنت تعلم أني فعلته ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة ففرج. وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجيرا بفرق أرز، فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه فرغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها، فجاءني فقال اتق الله فقلت اذهب إلى ذلك البقر ورعاتها فخذ فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فخذ، فأخذه، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي، ففرج الله. وفي رواية فخرجوا يمشون. |
استخرج من قصة اصحاب الغار ثمار تحقيق العفة؟
تقوى الله والخوف منه وموعظة المرأة كانت من عوامل تحقيق العفة لدى صاحب القصة
فلقد روى الطبراني بإسناد حسن كما قال الحافظ: “أَنَّهَا تَرَدَّدَتْ إِلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَطْلُبُ مِنْهُ شَيْئًا مِنْ مَعْرُوفِهِ وَيَأْبَى عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ تُمَكِّنَهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَأَجَابَتْ فِي الثَّالِثَةِ بَعْدَ أَنِ اسْتَأْذَنَتْ زَوْجَهَا فَأَذِنَ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: أَغْنِي عِيَالَكِ، قَالَ: فَرَجَعَتْ فَنَاشَدَتْنِي بِاللَّهِ فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا؛ فَأَسْلَمَتْ إِلَيَّ نَفْسَهَا، فَلَمَّا كَشَفْتُهَا ارْتَعَدَتْ مِنْ تحتي، فَقلت: مَالك؟ قَالَتْ: أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَقُلْتُ: خِفْتِيهِ فِي الشِّدَّةِ وَلَمْ أَخَفْهُ فِي الرَّخَاءِ فَتَرَكْتُهَا”.
والزنا فاحشة عظيمة، قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} (الإسراء:32)، وقوله -تعالى-: {وَلاَ تَقْرَبُواْ} نهي عن الزنا، وعن الوسائل التي تؤدّي إليه من نظر محرّم وحديث محرّم ومسّ واختلاط؛ لأنها خطوات الشيطان.
نظرة فابتسام فسلام فكلام فموعد فلقاء، «ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن»، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجالاً ونساءً عراة في تنّور؛ فقال: «من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني»، ولبشاعة الزنا جعل الله -تعالى- له حدًا شنيعًا، ألا وهو جلد الزانية والزاني مائة جلدة والتغريب عن البلد سنة، وأما المحصن فحده الرجم بالحجارة حتى الموت.
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله».