كم يوم اقام الرسول في قباء
وسار موكبه ويحيط به الصحابة من المهاجرين والأنصار ونزل في قباء عند ابو ايوب الأنصاري ومكث فيها 14 ليلة ثم تابع سيره وتنازع القوم فيه ايهم ينزل عنده فكان كل واحد من المسلمين يرغب في أن يتشرف بإقامة النبي في بيته ولكن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) نزل ليلة على بني النجار وكانو اخوال جده عبد المطلب فنزل عندهم اكراما لهم ولصلة القرابة بينهم وقد ذكر في كتب السيرة ان سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )اقام في قباء بضعة عشر ليلة بني فيها مسجد قباء وهو اول مسجد بني في الإسلام.
التحقيق في تاريخ وصول النبي قباء وكيفية اختيار التاريخ الهجري
مع تكرر ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، يتكرر التساؤل عن التاريخ الذي وصل به النبي صلى الله عليه وسلم قباء، والخلاف بين المؤرخين في ذلك، وأحببت أن أكتب في هذا الموضوع معتمداً على المقارنة بين الروايات الحديثية التي لم تحدد التاريخ بالضبط لكنها ذكرت اليوم، وبين والروايات التاريخية التي تضاربت في تحديد التاريخ واليوم ، وأحاول التوفيق بينها، أوالترجيح باعتبار الحساب الفلكي، على أن أخرج بقول وجيه في المسألة، جامعاً بين الروايات الحديثية والتاريخية والحسابات الفلكية، فأقول مستعيناً بالله تعالى:
ذكر ابن القيم رحمه الله أن السنة التي كان فيها نزوله صلى الله عليه وسلم بقباء كانت على رأس سنة 13 من النبوة . وهي السنة الأولى من الهجرة والتي توافق سنة 622م .
واختلفوا في اليوم والتاريخ الذي وصل فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى قباء على سبعة أقوال:
القول الأول: لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، يوم الاثنين من ضحى ذلك اليوم، وهو صريح ما ذكره ابن هشام عن ابن اسحاق ، وهي رواية إبرهيم بن سعد عن أبي إسحاق كذلك .
القول الثاني: لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، وهي عند أبي سعيد في شرف المصطفى من طريق أبي بكر بن حزم .
القول الثالث: يوم الاثنين لليلتين مضتا من ربيع الأول في رواية وهب بن جرير ابن حازم عن أبيه عن محمد بن إسحاق .
القول الرابع: يوم الجمعة من هلال ربيع الأول، أي أول يوم منه، وقد أسند هذا القول ابن حجر إلى رواية موسى بن عقبة عن ابن شهاب، ووصفها بالشذوذ . وقد جمع ابن حجر بين هذا القول والذي قبله فقال رحمه الله: وهذا يجمع بينه وبين الذي قبله بالحمل على الاختلاف في رؤية الهلال .
القول الخامس: عند الزبير في خبر المدينة عن بن شهاب في نصف ربيع الأول .
القول السادس: السابع من ربيع الأول وقد ذكرها ابن حجر بصيغة التمريض فقال : وقيل كان قدومه في السابع من ربيع الأول .
القول السابع: يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول، ونسبه السهيلي، لغير ابن اسحاق .
وقد رام في عمدة القاري الجمع بين كل تلك الروايات فقال: ويمكن الجمع بين هذه الروايات بالحمل على الاختلاف في مدة إقامته بقباء؛ فعن أنس أنه أقام بقباء أربع عشرة ليلة، وعن الكلبي أربع ليال فقط، وعن موسى بن عقبة ثلاث ليال، وحكى عن الزبير بن بكار اثنين وعشرين يوما، وعلى اعتداد يوم الدخول والخروج وعدم اعتدادهما فافهم .
ومعنى ذلك وضحه وبينه ابن حجر فقال:
وجزم ابن حزم بأنه خرج من مكة لثلاث ليال بقين من صفر، وهذا يوافق قول هشام بن الكلبي إنه خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول فإن كان محفوظا فلعل قدومه قباء كان يوم الاثنين ثامن ربيع الأول، وإذا ضم إلى قول أنس إنه أقام بقباء أربع عشرة ليلة خرج منه أن دخوله المدينة كان لاثنين وعشرين منه، لكن الكلبي جزم بأنه دخلها لاثنتي عشرة خلت منه فعلى قوله تكون إقامته بقباء أربع ليال فقط وبه جزم ابن حبان فإنه قال: “أقام بها الثلاثاء والأربعاء والخميس” يعني وخرج يوم الجمعة، فكأنه لم يعتد بيوم الخروج، وكذا قال موسى بن عقبة إنه أقام فيهم ثلاث ليال فكأنه لم يعتد بيوم الخروج، ولا الدخول، وعن قوم من بني عمرو بن عوف أنه أقام فيهم اثنين وعشرين يوماً حكاه الزبير بن بكار، وفي مرسل عروة بن الزبير ما يقرب منه كما يذكر عقب هذا، والأكثر أنه قدم نهاراً، ووقع في رواية مسلم ليلاً، ويجمع بأن القدوم كان آخر الليل فدخل نهاراً.