ما هي القلعة التي أطلق عليها الملك الفرنجي بلدوين الأول اسم مونتريال
قلعة مونتريال (بالانجليزية: Montreal castle) هي قلعة صليبية على الجانب الشرقي من وادي عربة. جاثمة على قمة أحد الجبال الصخرية المخروطية الشكل. المطلة على الأشجار الكثيفة والوديان التي تجري فيها المياه في تلك الفترة ، وتعني كلمة مونتريال الجبل الملوكي وتسمى القلعة حاليا بـ قلعة الشوبك, وتقع بك على بُعد 120 كم إلى الجنوب من الكرك، و35 كم إلى الشمال من البتراء عاصمة الأنباط, الشوبك, الأردن.
القلعة التي أطلق عليها الملك الفرنجي بلدوين الأول اسم مونتريال هي قلعة الشوبك وتتخذ هذه القلعة شكلاً غير منتظم، أبعاده 175 X 90 م. يوجد داخل القلعة كنيسة ومصلى من زمن البناء الأصلي، بالإضافة إلى كنيستين، معصرة، مسجد، خزّان ماء, ونفق يؤدي إلى سلم حلزوني مكون من أكثر من 300 درج ينفتح على نبع لمياه الشرب. وبالإضافة إلى ذلك فقد جرى حفر العديد من خزّانات المياه داخل القلعة.
ويشكّل مدخل هذه القلعة أحد العناصر الهندسية الأساسية للقلعة. ويؤدي الباب الذي يقفل بقفلين من حديد مصهور، إلى الداخل عبر رواق. وكذلك وجود محاجر تقع على بُعد 1 كم إلى الغرب من القلعة.
جواب القلعة التي أطلق عليها الملك الفرنجي بلدوين الأول اسم مونتريال هي
الإجابة : قلعة الشوبك
وفي عام 1115م (الموافق لـ509 هـ) قام ملك الفرنج وحاكم مدينتي الرها والقدس بلدوين الأول بحملة عسكرية على المنطقة الواقعة جنوب شرق البحر الميت (خلال هذه الحملة استولى على العقبة الواقعة على البحر الأحمر في عام 1116) فعبر وادي عربة حتى وصل إلى الشوبك الغنية بالأشجار الكثيفة والينابيع الطبيعية، هناك وعلى قمة جبل عالٍ يطل على الوديان التي تجري فيها المياه شرع في بناء قلعة في الشوبك ضمن إطار مشروع عسكري يهدف إلى تقوية الحضور العسكري الفرنجي في المنطقة. بالإضافة إلى الطرق التجارية العربية التي تربط مصر وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر بالمشرق. وأطلق على البناء الجديد اسم “كرك مونتريال” تيمناً بالموقع الذي شيّد فيه والمسمى بـ”الجبل الإمبراطوري”.
بدأت أنظار صلاح الدين الأيوبي بالاتِّجاه نحو قلعة الشوبك عندما كان يَقود حملة إلى مصر في عام 1167م (563 هـ)، فاضطرَّ لسلوك طريقٍ يمرُّ بمحاذاتها، وعندها اشتبكَ مع حامية القلعة. وتسبَّبت الحامية بقطع الطريق على جيوشه مراراً وتكراراً. قرَّر صلاح الدين في عام 1171م (567 هـ) قيادة حملة للسيطرة على القلعة، فأطبقَ عليها حصاراً شديداً، وانتهى الأمر بأن أعلنت الحامية استسلامها وطلبت مهلة عشرة أيَّامٍ لإخلاء القلعة، فمنحهم صلاح الدين ذلك، وسار عائداً إلى مصر تاركاً قيادة الجيش بين يدي نور الدين زنكي. لكنَّ الحامية نكثت واحتفظت بالقلعة، واستمرَّت باعتراض طريق القوافل التجارية العربيَّة وجيوش الأيوبيِّين. تزوَّج ريغنالد دي شاتيون في سنة 1177م (572 هـ) من الأميرة ستيغاني دي ميلي التي كانت الوريثة الشرعيَّة لقلعتي الشوبك والكرك، ممَّا وضعهما تحت سلطته. قاد ريغنالد حامية الشوبك للإغارة على الحجاز والبلاد الإسلامية المجاورة مرَّات متتالية، ممَّا أعطى صلاح الدين مزيداً من الأسباب لقتال الصليبيِّين، فجمع جيشاً كبيراً وقاده لخوض معركة حطين سنة 1187م (583 هـ)، وأثناء طريقه إلى المعركة ترك قسماً صغيراً من الجيش تحت قيادة أخيه العادل بن أيوب لضرب الحصار على القلعة وانتزاعها. استمرَّ الحصار على القلعة حتى سنة 1189م (585 هـ)، عندما استسلمت الحامية أخيراً وسلَّمتها، وبسقوطها انتهى الوجود الصليبي في الأردن.
بعد وُقوع قلعة الشوبك في يد صلاح الدين، تركها تحت إدارة أخيه العادل، وظلَّت بين يدي العادل حتى أورثها لابنه “المُعظَّم عيسى”. ضرب المنطقة زلزالٌ في سنة 1211م (608 هـ) أسقط عدَّة أبراجٍ منها وقتل الكثير من سكانها، لكن المعظم عيسى أعاد بنائها وزرع الأشجار والبساتين من حولها. كانت القلعة موضوعاً مُهمًّا في المُفاوضات التي دارت بين الملك الكامل بن العادل الأيوبي والصليبيِّين على خلفيَّة حصار دمياط سنة 1218م، إذ عرض الكامل أن يتنازل للفرنجة عن جميع بلاد الشام ما عدا قلعتي الكرك والشوبك لإنهاء الحصار، إلا أنَّ الصليبيين رفضوا وأصرُّوا على عدم فك الحصار إذا لم يتنازل عن القلعة أيضاً. كما لعبت دوراً في الخلاف بين الناصر داود وعمِّه الملك الكامل، إذ اضطرَّ الناصر للتنازل عنها للملك الأيوبي في سنة 1248م (626 هـ).