سؤال وجواب

تحليل نص ما هي البنيوية؟

 تحليل نص ما هي البنيوية؟ نقدم لكم الإجابة الصحيحة والنموذجية لكل أسئلتكم التعليمية تجدونها في موقع فيرال ، حيث نقدم لكم حلول وإجابات نموذجيـة من أفضل المعلمين الذين نختارهم بعناية لجميع التخصصات ولكل المراحل الدراسيـة , حيث نعد لكم في السطور التالية تحليل نص ما هي البنيوية؟

تحليل نص ما هي البنيوية؟

يسرنا أن نعد لكم تحليل وتحضير نص ما هي البنيوية , حيث رفض البنيويون فيرال التعامل مع الأدب باعتباره انعكاسا للواقع، ورفضوا تبعا لذلك تحليل النصوص انطلاقا من محيطها الخارجي، وأسسوا لأنفسهم مسارا جديدا يقوم على الدراسة الموضوعية للنص والتي تبحث في بنيته ونظامه، أي في ما يجعل من الأدب أدبا، وقد استفادوا من التطور الذي عرفته اللسانيات وما وفرته من إجراءات تحليلية.
وقد انجذب مجموعة كبيرة من النقاد العرب إلى هذا المنهج فنظروا له أو طبقوه على النصوص الأدبية، ومن هؤلاء نجد الناقد الباحث السوري شكري عزيز الماضي صاحب كتاب “في نظرية الأدب” الذي اقتطف منه هذا النص.


حيث يحيل عنوان النص على استفهام يستهدف التعريف بالبنيوية ويتعزز هذا السؤال بمجموعة من الأسئلة تصدرت النص توحي جميعها بأننا سنكون أمام نص سيتناول البنيوية من حيث أسسها النظرية وطريقة تعاملها مع النصوص.
فما هي إذن القضية النقدية التي يعالجها النص؟ وما هي خصائص المنهج البنيوي انطلاقا من النص؟ وما هو المنهج المتبع في بناء النص ثم ما هي الأساليب الحجاجية واللغوية التي اعتمدها الكاتب في معالجته لهذه القضية؟.
يعالج النص قضية نقدية متعلقة بالمنهج البنيوي، ويحاول الكاتب استعراض الأسس التي يقوم عليها هذا المنهج والتي تميزه عن المناهج الأخرى، ويمكن حصر هذه الأسس فيما يلي:

  • ـ رفض البنيويين تحليل النص انطلاقا من محيطه الخارجي سواء كان هذا المحيط مرتبطا بالواقع الاجتماعي أو بالوضع النفسي للأديب.
  • ـ اعتبر البنيويون النص بمثابة بنية مغلقة وشبكة من العلاقات المستقلة عن الواقع الخارجي. فالنص عندهم كيان لغوي أي نظاما من الرموز والدلالات التي تولد داخل النص دون أن تكون لها صلة بخارجه.
  • ـ استند البنيويون في تحليل النصوص إلى المستويات الصوتية والتركيبية والدلالية.
  • ـ ينظر البنيويون إلى القراءة باعتبارها إغناء للنص من خلال قراءته قراءات متعددة تختلف باختلاف الرصيد المعرفي للقراء.

وبالرغم من أن مرتكز الدراسة البنيوية هو “النص”، فإن العناصر المدروسة تختلف باختلاف أجناس الأدب، ويعطي الناقد مثالا لذلك بالرواية والشعر، حيث حدد العناصر البنيوية لكل جنس على الشكل الآتي:

العناصر البنيوية الخاصة بالنص الشعري: البنية الإيقاعية ـ الوزن ـ القافية

العناصر البنيوية الخاصة بالنص السردي: البنية الحكائية ـ الوظائف ـ السرد ـ العامل.
ويتميز المنهج البنيوي عن غيره من المناهج بدراسته للنص انطلاقا من ثلاثة مستويات هي: المستوى الصوتي، والمستوى التركيبي، والمستوى الدلالي، وقد أشار الناقد إلى هذه المستويات انطلاقا من مجموعة من العبارات والألفاظ على الشكل التالي:
المستوى الصوتي: الوقف ـ النبر ـ المقطع ـ التنغيم ـ الوزن ـ القافية
المستوى التركيبي: طول الجملة وقصرها ـ المبتدأ والخبر ـ الصفة والموصوف ـ الصلة ـ الروابط ـ الصيغ الاشتقاقية ـ المصاحبات اللغوية…
المستوى الدلالي: المعنى ـ الموضوع ـ القارئ…
وقد اعتمد الناقد في مقاربته لهذا الموضوع النقدي منهجا استنباطيا انطلق فيه من العام إلى الخاص، فأما العام فيتحدد في تلك الأسئلة الإشكالية التي طرحها في بداية النص، وأما الخاص فيتمثل في المبادئ التسعة المميزة للمنهج البنيوي.
كما اعتمد الناقد على مجموعة من آليات الشرح والتفسير نجملها فيما يلي:

  • ـ التعريف: حيث عرف البنية باعتبارها “مجموعة من العلاقات الدقيقة التي تؤلف فيما بينها شبكة من العلاقات”.
  • ـ السرد: نحو قول الناقد: “يهاجم البنيويون بعنف المناهج التي تعنى بدراسة إطار الأدب ومحيطه وأسبابه الخارجية”.
  • ـ المقارنة: من خلال مقارنة الناقد بين المنهج البنيوي والمناهج الأخرى.
  • ـ الاستشهاد: من خلال استناد الناقد إلى آراء رولان بارت وتودوروف وبروب.
  • ـ تفصيل المجمل: نحو قوله: “… أو فاعل الوظيفة (أهو إنسان أم حيوان أم شيء)…”.

ولكي يجعل الناقد من نصه بنية متسقة تتماسك داخلها الجمل والفقرات استند إلى مجموعة من آليات الاتساق والترابط، ومنها:

  • ـ الإحالة بواسطة الضمير (بأنها، له، فهو…)
  • ـ الإحالة بواسطة أسماء الإشارة (هذه، هؤلاء، ذلك…).
  • ـ الإحالة بالأسماء الموصولة (التي، الذي، …).

وإضافة إلى تحقيق الاتساق عن طريق الإحالة، اعتمد الناقد على الاتساق عن طريق الربط بأنواعه المتعددة:

  • ـ الربط التماثلي (الواو، أو، الفاء، أي…).
  • ـ الربط العكسي (بل، أما…).
  • ـ الربط الزمني (وبعد، عند …).
  • ـ الربط السببي: (من هنا، لذلك، إذا كان… فإن…).

وتحقيقا لاتساق النص اعتمد الكاتب أيضا على التكرار المعجمي، سواء القائم على تكرار التطابق والمتجسد في تكرار هذه الكلمات على امتداد النص (التحليل، البنية، النظام، المستوى…)، أو تكرار الترادف ويتمثل في تكرار هذه الترادفات (البنية = النظام/ أدبية الأدب = خصائص الأدب/ العميقة = التحتية…)، أو التكرار القائم على التضاد بين عنصرين (الخارج ≠ الداخل/ التشابه ≠ التعارض/ الكتابة ≠ القراءة…).
وسيبقى هذا النص غير منسجم ما لم يكن المتلقي قادرا على فهمه، ولكي يفهم المتلقي هذا النص، وبالتالي تحقيق انسجامه، فهو ملزم بتحريك معارفه السابقة المخزنة في ذهنه، ففهم النص يعني ضرورة وجود معرفة قبلية بمفاهيم مثل الأدب والبنية، والمنهج…، وإذا غابت هذه المعرفة فقد القارئ قدرته على فهم النص، وبالتالي فقد النص انسجامه.
وانسجاما مع الطبيعة النقدية للنص، اعتمد الكاتب لغة تقريرية موضوعية وشفافة غايتها تقريب الموضوع واضحا إلى المتلقي دون دفعه إلى ممارسة فعل التأويل، إن تقريب المنهج البنيوي إلى المتلقي لا يحتاج إلى صور شعرية ولا يتطلب تشبيها أو استعارة بقدر ما يحتاج إلى لغة مباشرة يغلب عليها الطابع الإخباري.
خلاصة القول إن النص يعالج قضية نقدية تتعلق بالمنهج البنيوي من حيث خصائصه وطريقة تعامله مع النصوص، وقد عالج الناقد هذه القضية استنادا إلى منهج استنباطي انطلق فيه من العام إلى الخاص، كما اعتمد على مجموعة من آليات التفسير والشرح كالتعريف والمقارنة والسرد والاستشهاد، إضافة إلى اعتماده على أدوات الربط والإحالة والتكرار المعجمي من أجل خلق الاتساق للنص.
لكن الإشكال المطروح هو: هل يستطيع المنهج البنيوي، باستناده إلى النص وحده، تقديم دراسة شاملة تغطي النص الأدبي من كل جوانبه؟ هل يشكل المنهج البنيوي منهجا بديلا عن المناهج الأخرى كالمنهج الاجتماعي والمنهج النفسي مثلا؟.

                     
السابق
كيفية التسجيل في موقع توكلنا وطريقة استعراض الحالة الصحية
التالي
انواع وصلات الخلع النصفي؟

اترك تعليقاً