نموذج دالتون للذرة ويكيبيديا
ما هو نموذج دالتون للذرة ؟؟ مُنذ بُزوغ فجر الحضارات، كانت محاولة فهم المادة وجوهرها أحد أهم المباحث التي انشغل بها الفكر الإنساني وبالخصوص الفلسفة. وكان لفلاسفة الإغريق خبرة طويلة في تطوير المفهوم الذرِّي للكون ونَخصُّ بالذكر منهم (ديموقريطس- Democritus) الذي بيَّن أنَّ المادة تتكوَّن من أجزاء صغيرة جدًا غير مرئية وغير قابلة للتجزئة مُنفردة بذاتها سمَّاها «الذرَّات». إلَّا أنَّ مفهوم الذرَّة ظلَّ لقرونٍ طويلة مجرَّد مفهوم فلسفي ولم يجري اختباره على أرض الواقع ولم يدخل حيِّـز الاختبار العملي والمنهج العلمي المُتعارف عليه الآن إلَّا في القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الحين شهدَ مفهوم الذرَّة تطوراتٍ جذرية على يد مجموعة من العلماء ستتعرَّض هذه السلسلة لهم تِباعًا حسب التسلسل التاريخي وتُبيِّن أهمية اللمسات التي أضافها هؤلاء العلماء في زيادة فهمنا لكينونة الذرَّة.
فقد درس العالم دالتون أوزان العديد من العناصر والمركّبات، وتوصّل من خلال الأبحاث والدراسات التي أجراها إلى أن العناصر تتفاعل مع بعضها بنسبٍ ثابتةٍ تتعلّق بوزن هذه العناصر أو حجمها فيما لو كانت ذات طبيعةٍ غازيةٍ. بمعنى آخر توصّل دالتون إلى أن المركّبات الكيميائية أثناء تشكّلها أو تفكّكها فإن نسبة كتل وحجوم العناصر الداخلة في تركيبها تكون ثابتةً دومًا، داعمًا بذلك قانون النسب الثابتة للعالم بروست. كما لاحظ دالتون أن العناصر نفسها قد تتفاعل مع بعضها بطُرقٍ مختلفةٍ، وتشكّل بالتالي مركّبات جديدة متباينة الخصائص والصفات الكيميائيّة.
نُشرت الورقة البحثيّة الخاصّة حول نظرية دالتون الذرية عام 1808 تحت عنوان الفلسفة الكيميائية الجديدة، والتي لاقت العديد من التأييد كما ولاقت العديد من الانتقادات كما سنبيّن في نهاية مقالنا.2
نموذج دالتون للذرة
طرح دالتون بناءً على أبحاثه المكثّفة نموذج دالتون للذرة والذي يُشار إليه في بعض الأحيان بنموذج كرات البيلياردو، حيث مُثّل نموذج الذرة في نظرية دالتون الذرية على أنها كرة، ولم يكن مفهوم النواة والإلكترونات معروفًا في ذلك الوقت.
قدّم دالتون فيما بعد ترسميًّا لبعض العناصر الكيميائية وفقًا للنموذج الذي تخيّله (كما في الصورة)، وعلى الرغم من أن هذا الترسيم كان بعيدًا عن النموذج الحقيقي للذرة الذي اكتُشف لاحقًا، إلّا أنّ نموذج دالتون للذرة كان الأوّل من نوعه في وصف وتمثيل العناصر الكيميائيّة المختلفة.3