المحتويات
معلومات عن الطغرائي لامية العجم
مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي الطغرائي الشهير بالطغرائي (و. 1061 – ت. ح. 1121)، هو كيميائي فارسي من القرن 11-12.[1] ويعتبر الطغرائي من كبار علماء الكيمياء لإسهاماته الجليلة في هذا العلم؛ ولاكتشافاته وابتكاراته الكيميائية الكثيرة. اهتم بالنظريات الكيميائية كثيرة الاستعمال آنذاك. له ديوان شعر.
من هو الطغرائي ؟
عُرف بالطغرائي نسبة إلى الطغرى، وهي الطرة التي تكتب في أعلى الكتب السلطانية بالقلم الجلي، وتتضمن نعوت الملك وألقابه، وهي لفظة أعجمية.
ولد بأصبهان سنة 1061، من ولد أبي الأسود الدؤلي، فهو على هذا عربي الأصل وليس فارسي، كما هو شائع عند كثير من المحدثين، حيث اعتمدوا في ذلك لقب الأصبهاني فليس في هذا كبير دلالة على ما ذهبوا إليه، فطالما سكنت هذه المدينة أسر عربية مذ دخلها العرب بالإسلام مبكراً.
وهو شاعر من الوزراء الكتاب كان يلقب بالأستاذ، نشأ وتعلم بأصبهان، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 505هـ، فضاقت به الحياة، وأنشأ قصيدته المعروفة بلامية العجم، يصف حاله ويشكو زمانه. ولي الوزارة في مدينة إربل، خدم السلطان ملك بن شاه ألب أرسلان، وكان منشئ ابنه السلطان محمد مدة ملكه متولياً ديوان الطغراء، وصاحب ديوان الإنشاء، تشرفت به الدولة السلجوقية، وتشوفت إليه الدولة الأيوبية، تنقل في المناصب والمراتب وتولى الاستيفاء وترشح للوزارة، وبعد ذلك كان وزيراً للسلطان مسعود بن محمود السلجوقي بالموصل.
قُتل الطغرائي بعد الحرب التي جرت بين السلطان مسعود بن محمد وأخيه محمود قرب همدان، فظفر به محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه لما كان عليه الطغرائي من الشهرة بالعلم والفضل، فأوعز إلى من شاع اتهامه بالإلحاد والزندقة، فتناقل الناس ذلك فاتخذ السلطان محمود ذلك حجة فقتله.
مناصبه
برع في كتابة والشعر وترقت به الحال في خدمة سلاطين آل سلجوق إلى أن صار وزيراً للسلطان مسعود بن محمد السلجوقي صاحب الموصل.[5] ثم تولى وزارة ديوان الإنشاء وبلغ به الغاية في الجودة والإتقان، حتى إنه لم يكن يضاهية في دولة بني سلجوق أحد حتى مقتله.
مقتل الطغرائي
وقعت بين السلطان مسعود السلجوقي وأخيه محمود نفرة وخلاف على الحكم وكانت الغلبة للسلطان محمود، فوقع الطغرائي في أسره، ورمي بالإلحاد من قبل بعض خصومه، وأفتى وزيره السميمري بقتله، فما كان من السلطان محمود السلجوقي إلا أن أصدر عليه حكم القتل لهذه التهمة، سنة (513 هـ) (1121م)، وقد جاوز الستين من العمر.[7]
أدبه
عرف الطغرائي شاعراً وأديباً بالدرجة الأولى، فقد بلغ بأدبه وشعره منزلة رفيعة ومكانة سامية بين معاصريه، وكانت قصائده تسير بها الركبان وتتناقلها الرواة، ولا أدل على ذلك من شهرة قصيدته التي عرفت بلامية العجم، التي لاقت شهرة واسعة، وحظيت باهتمام بالغ في تاريخ الأدب العربي، لفصاحتها وجزالة معانيها، يقول عنها الصفدي: “اما فصاحة لفظها فيسبق السامع إلى حفظها، واما انسجامها فيطوف منه بخمر الأنس جامعا، وأما معانيها فنزهة معانيها”، ولأهمية هذه القصيدة فقد تناولها العلماء قديماً وحديثاً بالشرح والبيان، حتى بلغ عددهم الثلاثين، [9] من أشهرهم: أبو البقاء العكبري (ت 616هـ) في كتابه: “شرح لامية العجم”، وصلاح الدين الصفدي، في كتابه: “الغيث المسجم في شرح لامية العجم”، وكمال الدين الدميري (ت 808هـ) في كتابه: “المقصد الأتم في شرح لامية العجم”، كما شرحها محمد بن عمر الحضرمي (ت 930هـ) في كتابه: “نشر العلم في شرح لامية العجم”، وممن شرحها من المتأخرين، المناوي (ت 1335هـ) في كتابه:”تحفة الرائي للامية الطغرائي”، وأبو حامد البطاوري (ت 1355 هـ ) في كتابه: “شافيية الدُجم على لامية العجم”.
وقد تميز شعر الطغرائي بالجودة والرقة والابداع في كثير من جوانبه وأغراضه، يبرز ذلك جلياً في مثل قوله يصف الشمس والقمر:
وكأنما الشمسُ المنيرةُ إذْ بدتْ | والبدرُ يجنَحُ للمغيب وما غَرَبْ | |
متحاربانِ لذا مِجَنُّ صاغَهُ | من فضةٍ ولذا مِجَنٌّ من ذَهَبْ |
وله البيت الشهير على الألسن، من لامية العجم الذي صار مثلاً:
أعلل النفس بالآمال أرقبها | ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل |
ويقول مفتخراً بعلمة وما حصله من معارف :
أما العلومُ فقد ظَفِرْتُ ببغْيتي | منها فما أحتاجُ أنْ أتعلَّمَا | |
وعرفت أسرارَ الخليقةِ كلَّها | عِلماً أنارَ ليَ البهيمَ المُظلما | |
وورثتُ هُرْمُسَ سِرَّ حكمتِه الذي | ما زال ظنّاً في الغيوب مرجَّما | |
وملكتُ مفتاحَ الكُنوزِ بفطنةٍ | كشَفتْ ليَ السرَّ الخفيَّ المُبْهَما | |
لولا التَّقِيَّةُ كنتُ أُظهِرُ معجزاً | من حكمتي يشفي القلوبَ من العَمى | |
أهوى التكرُّمَ والتظاهرَ بالذي | عُلِّمْتُه والعقلُ يَنْهَى عنهما | |
وأُريدُ لا ألقى غبيَّاً موسراً | في العالمينَ ولا لبيباً مُعدِما | |
والناسُ إما جاهلٌ أو ظالمٌ | فمتى أُطيقُ تكرُّماً وتكلُّما |